يجب على رجال الدين الحضور الفعال في المجال السياسي و الإجتماعي في المجتمع

قال المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ نوري الهمداني دام ظله: يجب على رجال الدين تجنب الحياة الإرستقراطية والتجملية مؤكداّ إن شريحة العلماء الذين يتنعمون بالحياة الأرستقراطية هم وحسب الروايات الشريفة الواردة قطاع طرق دين الناس و علينا جميعاً أن نكون مع الناس و تطبيق حياتنا معهم و العمل دوماً على تقديم الخدمة لهم.

0T8A2333x

نقل تقرير صادر عن الموقع الرسمي لمكتب المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ نوري الهمداني دام ظله بإن المرجع الديني أشار في المراسم التي أقيمت بمناسبة بدأية العام الدراسي الجديد للحوزة العلمية والتي جرت ظهر هذا اليوم في المدرسة الفيضية المباركة الى أن رجل الدين ينبغي عليه و من خلال سلوكه و عمله دعوة الناس الى الدين و اضاف: إن المرحلة الأولى لهداية الناس هو الدراسة في الحوزة العلمية وإتمام فترة الدراسة.

ثم أشار سماحة المرجع دام ظله الى رواية تبيّن المكانة و المنزلة السامقة لتعلم و طلب العلوم الدينية قائلاً: إن الشرط الأول لطلاب العلم هو الأخلاص في طريق الله تبارك و تعالى ولهذا ينبغي للطلبة و في مسير طلبهم و كسبهم للعلوم الدينية أن يكون تعلمهم خالصاً لوجه الله تعالى فقط لكي يترك آثاره وبركاته.

و أكد سماحة آية الله العظمى الشيخ النوري الهمداني دام ظله على ضرورة إهتمام الطلبة " بالآداب " مضيفاً: إن الهمة العالية و الإرادة القوية و الجدية هي ايضاً من الشروط التي لابد أن يتمتع و يلتزم بها طلبة العلوم الدينية حتى يتمكنوا من صيانة اسس و قواعد الدين بعلمهم كما فعل ذلك كبار العلماء الاعلام.

وقال سماحته: علينا أن نؤمن جميعاً بإن الإنسان كلما سعى وثابر فإنه يصل الى السعادة والنجاح و إن واحدة من المسائل الضرورية لطلبة العلوم الدينية هي مسألة " التنظيم "؛ بإعتبار إن الإنسان المنظم و المرتب سيصل الى درجات النجاح والتوفيق.

و اضاف سماحته في معرض حديثه هذا الى إن الاستيقاظ في الاسحار و التهجد و العبادة وطلب المعنويات الروحية هي ايضاً من اللوازم الضرورية لطلبة ولهذا لابد لهم أن يكونوا من اهل صلاة الليل لكي ينظر لهم الله تبارك و تعالى نظرة خاصة و يقذف في قلوبهم العلوم الدينية حيث إننا نشاهد في سيرة علمائنا القدماء إنهم لم يقبوا في حلقات دروسهم من لم يكن من أهل صلاة الليل.

وأشار سماحته الى ضرورة وأهمية تاسيس وإقامة دروس الاخلاق في الحوزات العلمية من قبل المدراء والمشرفين على الحوزات قائلاً: لابد من وجود الاخلاق ودرس الاخلاق في الحوزات العلمية؛ بإعتبار إننا جميعاً بحاجة ماسة لها وأن يكون لدينا اساتذة يعلمون الاخلاق أكثر من الإسلام.

وأشار المرجع الديني الى المكانة السامقة للتفقه في نجاح العلماء الاعلام و العظماء قائلاً: إن التفقه هو سلّم للرقي و تعالي طلبة العلوم الدينية و من هذا المنطلق فإذا أراد الطلبة ان يكون لهم الآثر و البصمات الواضحة ينبغي عليهم التمتع و كسب التفقه؛ لكون من دونه لن يكن الطالب مؤثراً.

وتناول سماحته السيرة الاخلاقية للعلماء الكبار و ذكّر بقوله: يجب على الطلبة الافاضل تعلم الفقه و التعاليم الدينية جيداً كي يستطيعوا من إنتقالها الى الأخرين.

واكذ سماحته كذلك على ضرورة عدم التمركز في قم المقدسة قائلاً: على الطلبة اليوم الهجرة الى سائر المدن و المناطق لكي يعلمون الناس تعاليم الدين و المساهمة في ترويجه.

وبين سماحته إنه لايجب للبعض الإعتقاد بفصل الدين عن السياسة مؤكداً بقوله: ينبغي للرجال الدين و الى جانب الدرس الإهتمام بقدر إستطاعتهم بالجانب السياسي و الإجتماعي و العمل بهما و عدم الإنفصال عنهما و بالتالي تركهما و على الحوزة العلمية اليوم أن لاتقف مكتوفت الايدي و عدم الاكتراث في مقابل الظلم و الجور الذي يعاني منه المسلمين المظلومين في بلدان و مناطق شتى مثل كشمير والبحرين.